يطيب لي، بعد الترحيب بكم، وتقديم الشكر الحميم لكم على تكرمكم بتجشم وعثاء السفر: أن أفتتح هذه الندوة الوطنية التقنية التي تنعقد على مدى يومين للتباحث والتساؤل حول المشاكل التي تكابدها اللغة العربية في المنظومة التربوية فلا تتخذ لها المكانة التي ترجى منها. إن هذه الندوة وهي ندوة ذات خصوصية تقنية تعليمية، والتي يشترك في تنظيمها كل من المجلس الأعلى للغة العربية، وبمبادرة منه، ووزارة التربية الوطنية التي أقدم لكافة إطاراتها، وعلى رأسهم معالي الوزير شخصيا، على استجابتهم لرغبة المجلس الأعلى للغة العربية والإسهام بكل جدية في تحضير فعاليتها التي نفتتحها. اليوم أقول: تحاول هذه الندوة، وذلك من خلال مداخلات الخبراء والمربين الجزائريين في التعليميّات واللسانيات الحديثة من الجامعة الجزائرية : طرح مساءلات تعليمية ولسانياتية وتقنية ومنهجية عن علة تدهور استعمال اللغة العربية في المنظومة التربوية، حيث إن الداء لا يمكن، فيما يبدو، في اللغة العربية في نفسها، ولكن فيما يحيط بـهـا من معلم ، وكتاب مدرسي، وبرامج تعليمية، مع ما يحيط بكل هذا من عوامل أخرى خارجية تعود خصوصا إلى الإرث الاستعماري.